نودّ إعلامكم أنّه لم يتمَّ أيّ تغيير في المناهج التربوية السورية، المناهج تُمجّدُ الخلافة العثمانية وتزرعُ الفكر الديني الطائفي منذ الصف الأول وتُسخّفُ العلم والمرأة وذات مستوى أدبي متدنٍ… بالإضافة لتزوير التاريخ!!
الذين ثاروا ضدها… نسوا الموضوع وانشغلوا بآخر… نحنُ في مركز فيريل للدراسات… لا ننسى ولا ننشغل.
ليس من عادتنا في مركز فيريل أن نحكم على الأمور بظواهرها وبشكل متسرع، لهذا انتظرنا أن يفرغ المتحمسون من ثورتهم العارمة غير المدروسة على صفحات الفيس بوك، حول المناهج التربوية الجديدة في سوريا، والتي ستبرد كالعادة وتبقى الأمور كما هي.
معظم الثائرين تحدثوا عن الأغلفة دون الخوض في الأعماق، والأعماق هي الأهم والأخطر. نقد لاذع واتهامات كبيرة بعضها كان صحيحاً، والكثير خاطئ، فقد مُررت صور كاذبة، عن قصد، سبق ونشرناها على مركز فيريل حول مناهج في مصر والسعودية.
فلننتظر ماذا سيتمخض عن اجتماع أعضاء مجلس الشعب الآن، ومَن سيكونُ كبش الفداء
لمن لا يعرف؛ إنها سوريا 1940، كلية الطب بدمشق
نقاط أساسية
-
ليس كافة أعضاء الهيئة المشرفة على المناهج مخطئون، وليست كافة المناهج سيئة، هناك نقاط مضيئة في هذه التحديثات. أن يشمل الاتهام جميع الأعضاء؛ فهذه جهالة.
-
إنّ إقالة وزير التربية أو أعضاء اللجنة ليست الحلّ، ونرفضُ أن تتحول المسألة لمعاقبة شخص وتحميله الجرم وحدهُ، في حين أنّ الخطأ جاء من تيار كامل خطير يتغلغل في كافة مفاصل الدولة السورية، وإن فعلت الحكومة ذلك، فسيكون هذا عملية “التفاف” واختصار للفساد بنزع زجاج الفيميه من السيارات! وهذا أكبر خداع للشعب. فكفاكم خداعاً!!
-
بالمقابل هناك تيار استغل القضية لبث روح الفوضى والفرقة بين السوريين، فجاؤوا بصور من كتب المعارضة السورية في إدلب، أو من مناهج لدول طائفية كمصر والسعودية، ونشروها على أنها من المنهاج السوري، وهذا تصرف إمّا غبي لحصد الإعجابات، أو خبيث لزيادة النقمة على الدولة. الأخبث؛ ما وجدناه في مركز فيريل أنّ بعض مثيري هذه الزوبعة كانوا يعملون لصالح تيار ضمن اللجنة ووزارة التربية، بقصد تمييع الموضوع وفقدان مصداقيته بنشر صور كاذبة…
-
بعض أعضاء لجنة تطوير المناهج اجتهد ونجح، وبعضهم أخطأ عن قلة خبرة أو بدون قصد، هؤلاء ليسوا المقصودين ببحثنا. قليل الخبرة، يُلامُ مَن عيّنهُ، والتابعُ يُقصى رئيسهُ فوراً…
-
أخيراً؛ جزء كبيرٌ من الأخطاء التي اكتشفها فجأة “الثائرون” موجودة في المناهج منذ عشرات السنين، فأين كان هؤلاء “المكتشفون”؟
-
نوهنا في السنوات الماضية مراتٍ لهذه الأخطاء، ولم يتم تغييرها كما “وعد” المسؤولون…
-
اليوم جاءت محاسبتهم. علماً أنّ لجنة المناهج تشكلت من حوالي 400 موظف مختص، وعملت لشهور طويلة في المناهج الجديدة، وسافرت إلى عدة دول منها لبنان، للقاء منظمة اليونيسكو مع ورشات عمل دائمة… زار خلالها السيد وزير التربية هذه الورشات مراتٍ، كما في الصور…
-
أي أنّ السلبيات الواردة في الكتب الحديثة… ليست هفوات وعثرات… بل أمور متعمدة مع سبق الإصرار والتفكير.
المناهج التربوية السورية بميزان مركز فيريل
بحثنا وتقصينا قبل أن نكتب ونبين الصواب من الخطأ، ابتعدنا عن الأخطاء الصغيرة، وانصبّ اهتمامنا على الأخطاء “القاتلة” الكبرى. مع ملاحظة أننا وجدنا في المناهج الجديدة صراعاً خفياً بين تيارين: تيار علماني حضاري يسعى لرفع مستوى الطالب والعلم، وتيار سلفي وهابي يسعى لجعل الطالب السوري ببغاء تابعاً متديناً. للأسف؛ التيار السلفي هي المسيطر.
أولاً: أسلمة المجتمع السوري
الثابتُ لنا ومن خلال مراجعة الكتب الحديثة أنّ المناهج الجديدة ترمي لأسلمة المجتمع السوري، ونشر إسلام جديد… إسلام خليط بين: الإخوان المسلمين والإسلام التركي والإسلام الإيراني و… الإسلام الشيشاني. نحنُ نعرفُ ما نقول، وهذا اتهام صريح للمسؤولين السوريين:
(هناك تيار كبير من رجال الأعمال والمسؤولين السوريين، يسعى لأسلمة سوريا بكافة أطيافها وطوائفها ودياناتها).
الأخلاق وجدت قبل الأديان، والحقيقة تقول:
(الدول الراقية المتطورة والتي تمتلكُ أخلاقاً عالية سامية، لا تُدرّس مادة التربية الدينية في مدارسها بل مادة الأخلاق… الأخلاق.)
إلا إذا كنتم تعتبرون اليابان وألمانيا دولاً متخلفة! والسعودية والباكستان دولاً متطورة!
الأسلمة واضحة من خلال التعابير الدينية المستخدمة في المناهج، القديمة والحديثة، مع إضافة شعاراتٍ وصور دينية في معظم الكتب، وحشر الدين في كل عِلم، ولن نستغرب أن تأتي المناهج في العام القادم لتقول:
(الخطان المتوازيان؛ خطان لا يلتقيان إلا بإذن الله).
التيار الإسلامي متغلغل في الدولة، ويكتسحُ عدة وزارات، وليس فقط وزارة الأوقاف، ولديه دعمٌ من رجال أعمال وأثرياء مقربون من السلطة.
التفاخر بتخريج 70 ألف قبيسية، يجب أن يُقابله تخريج 70 ألف طبيبة ومهندسة، و70 ألف اختراع واكتشاف للسوريين، وإطعام وإكساء 70 ألف جائع ومشرد، فهل حصل ذلك؟
التيار الإسلامي هذا يدعم فقط التوجهات الإسلامية، بينما وجدنا في معرض دمشق الدولي عشرات المخترعين السوريين، يبحثون عن شخص أو مسؤول يدعم عملهم، ولم يجدوا…
مغمورٌ من جزر سليمان يكتبُ على حبة قمح آية من القرآن الكريم، تهرعُ إليه وسائل الإعلام ومعها دولارات التيار الإسلامي السوري، بينما مكتشف لعلاج السرطان أو لخلايا طاقة أو لسيارة محلية الصنع، لا يجد مَن يدفع له ليرة سورية ثمن حجزه مترين مربعين في معرض دمشق الدولي! وتتحدثون عن رعاية الكفاءات أيها المنافقون؟!
إنها مرحلة التعليم الأساسي في سوريا 2017
وهذه جامعة دمشق قبل 77 عاماً!!
عندما تحدثنا عن جامع ميونيخ وربطناه بجامع طرطوس، كنا نتوقع هذا الربط، وعندما قلنا أنّ الإخوان المسلمين الجدد يحكمون سوريا، كنا نُدرك ماذا نقول، وللأسف؛ توقعاتنا وإدراكنا تُصيبُ دائماً!!
سؤال: (هل ضحى آلاف الشهداء بأرواحهم كي يأتي شيخٌ سلفي، يُدرّس أبناءهم في المدارس الدينية؟ وهو الذي درّس سابقاً الإرهابيين الذين قتلوا هؤلاء الشهداء!!)
أول شيء فعلته الحكومة السورية “العلمانية” هو ترميم المساجد، ولم تنسَ ترميم الكنائس كي يُقال عنها “غير طائفية”!
شئتم أم كذبتم؛ بدأت الحرب على سوريا من المساجد، والشعارات الطائفية هي أولى الشعارات التي رُفعتْ، فهل كان التديّن خيراً على سوريا؟
رغم كل الدماء التي سالت، يتم إعطاء مادة الديانة في المناهج الحديثة منذ الصف الأول، والحجة التافهة دائماً:
(تعليم الأطفال الدين الوسط).! يا لنفاقكم المفضوح